يوسف البليلي / 17 نونبر 2023
الوداد و خسارة النهائيات/ مشروع صنداونز الكروي
خسر الوداد عشية الأحد إياب نهائي الدوري الإفريقي لكرة القدم بهدفين لصفر ليفرط في اللقب لصالح ماميلودي صنداونز و هو ثالث نهائي افريقي على التوالي يخسره الفريق الأحمر بعد نهائي كأس السوبر الافريقي أمام نهضة بركان ثم نهائي دوري الأبطال أمام الأهلي المصري. فما أسباب خسارة الوداد لثلاث نهائيات متتالية ؟
بداية عودة الوداد للساحة الإفريقية بعد غياب كانت موسم 2015/2016 حيث وصل الفريق لنصف نهائي دوري الابطال و أقصي من أمام الزمالك المصري قبل أن يعود في الموسم الموالي ليحقق لقب البطولة بجيل ذهبي قاده أشرف بنشرقي و وليد الكرتي و حسين عموتة من على الخط ثم حقق لقب كأس السوبر الافريقي بقيادة فوزي البنزرتي و وصل سنة 2019 لنهائي الأبطال و خسر اللقب في فضيحة رادس الشهيرة ثم عاد ليتوج به سنة 2022 أمام الأهلي و يخسر كأس السوبر لصالح نهضة بركان ثم نهائي النسخة الماضية أمام من دوري الأبطال أمام الأهلي ،أشهر قليلة بعدها هاهو الوداد يخسر نهائيا إفريقيا جديدا و هذه المرة أمام ماميلودي صنداونز في أول نسخة من الدوري الإفريقي.
بالعودة إلى أسباب هذه الخسائر فهي متعددة سنحصرها في ما يلي:
غياب الإستقرار الفني: منذ رحيل الويلزي جون توشاك غير الوداد مدربه عديد المرات ولم يمضي أي مدرب نجح مع الوداد أكثر من موسم واحد رفقة الفريق الأحمر فعموتة درب الوداد موسم 2016/2017 حصل على لقب البطولة و دوري الأبطال رحل و جاء البنزرتي درب الفريق أشهر محدودة حصل فيها على لقب السوبر و رحل ثم عاد بداية موسم 2018/2019 ليحقق لقب البطولة و يصل لنهائي العصبة و موسم 2021/2022تعاقد الناصيري مع وليد الركراكي و حقق الاخير لقبي البطولة و دوري الأبطال و خسر نهائي الكأس أمام بركان و رحل لتدريب المنتخب الوطني.و هناك عدد كبير من المدربين الذين أمضوا اسابيع او أشهر فقط في قيادة وداد الأمة في الفترة بين 2017 و2022 هم : زوران ، دوسابر ، غاريدو ، فاندربروك ،جيرار،صابر، نداو ، عموتة (في فترته الثانية) ، النفطي ، عبد الهادي السكتيوي .. دون الحديث عن التغييرات الكبيرة التي كانت تمس كل مرة الطاقم الفني (مدرب الحراس ، المعد البدني…) أمر غيب الاستقرار الفني عن الفريق و وجد اللاعبون أنفسهم في كل مرة مضطرين للتأقلم مع أسلوب المدرب الجديد كل موسم بل وصل الأمر للتأقلم مع 4 أساليب مختلفة كما حدث الموسم الماضي و لنعطي المثال بمن خطف لقب الدوري الإفريقي من الوداد ماميلودي صنداونز حيث تعاقب على تدريب الفريق الجنوب إفريقي في ذات الفترة (2017/2023) مدربان فقط هما بيتسو موسيماني و بعد رحيله حل محله مساعده موكوينا المدرب الحالي للفريق.
_التفريط في نجوم الفريق دون تعويضهم:
في الوقت الذي يدعم فيه كبار القوم بالقارة تركيبتهم البشرية بأجود العناصر سواء من الدوريات المحلية أو من خارجه الوداد في كل مرة يصل فيها إلى القمة أو يقترب منها تجده يبيع أفضل لاعبيه فرحل بنشرقي ، الحداد ،العطوشي، الكرتي ، مبينزا ، داري… على سبيل المثال دون أن يتم تعويضهم بلاعبين من ذات القيمة أو على الأقل قريبا منها و حين يحتاج الوداد للاعبين كبار لحسم المباريات النهائية ( نهائي دوري أبطال أفريقيا 2023، نهائي الدوري الإفريقي…) تجده يفتقد للاعبين يصنعون الفارق خاصة في خط الوسط و الهجوم فيخسر الفريق معاركه الكبرى و معها الألقاب.
أجانب دون المستوى:
أجانب الوداد في السنوات الأخيرة لم يقدموا الإضافة المرجوة بل أن أغلبهم أقل مستوى من اللاعب المحلي نفسه و هنا يطرح التسائل هل يتم التعاقد مع لاعب أجنبي على اساس أن نوعيته غير موجودة على المستوى المحلي و لتدعيم الفريق أم أن التعاقد يتم بشكل عشوائي و لكي يقال ان الفريق تعاقد مع لاعبين أجانب و فقط ؟ أظن أن الإجابة واضحة.
هناك أمور أخرى ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في هذه الهزائم منها غياب الهيكلة ، التسويق ، و قد يتساءل البعض ما علاقة هذا بخسارة الألقاب القارية ؟
الوداد يفتقد لمدير الكرة على دراية كبيرة بمنصبه و بخبرة كبيرة تساعد الفريق على المستوى القاري كما كان يفعل سيد عبد الحفيظ مع الأهلي المصري ، يفتقد للجنة تقنية تختار مدربين و لاعبين مناسبين للفريق ، يفتقد الفريق مدير تسويق قادر على تسويق اسم الفريق و جلب مستشهرين قادرين على ضخ مبالغ مالية كبيرة تساعد الفريق على انتداب لاعبين من المستوى العالي… و هذا القليل من الكثير الذي وجب إصلاحه لكي يستمر الفريق في منافسة كبار القارة كالأهلي و صنداونز…
_لنقم الأن بعقد مقارنة بين الوداد و ماميلودي صنداونز على المستوى الكروي ، الإداري و المالي و لنرى أسباب نجاح مشروع الفريق الجنوب إفريقي.
صنداونز يترأسه حاليا تيلهوبي موتسيبي34 سنة هو الإبن الأكبر لمالك النادي باتريس موتسيبي و درس تيلهوبي القانون و حصل على شهادة الماجستير (ماستر)في إدارة الأعمال و يبلغ صافي ثروته 5 مليار دولار .
تولى تيلهوبي رئاسة الفريق خلفا لوالده الذي تفرغ لرئاسة الاتحاد الافريقي لكرة القدم و سار على نفس منوال والده و أكمل مشروع ماميلودي صنداونز الكروي مستغلا التجربة التي اكتسبها من إدارة بعض الشركات منها شركة والده African Rainbow Minerals المتخصصة في التعدين إضافة لإمتلاكه أسهما في عدة شركات كبرى.
يقود ثيلهوبي إدارة ماميلودي التي تضم عددا كبيرا من المدراء كأندري ويلكنس و سيميلان و غيرهم ممن يساعدون ابن موتسيبي في إدارة الفريق إضافة إلى فريق تدبيري على مستوى عالي من الخبرة يضم مسؤولا قانونيا ،مدير صفقات، مدير تسويق ،مسؤول تواصل و غيرهم الكثير.
فأين الوداد وبقية أنديتنا الوطنية من الهيكلة ؟
نترك ما هو إداري ولنمر لما هو فني و نتحدث عن استراتيجية صنداونز الكروية و لنبدأ مع رولاني موكوينا مدرب البرازيليين الذي انطلق في عمله كمحلل ثم تحول لمساعد لبيتسو موسيماني رحل الأخير ليتولى موكوينا زمام الأمور حيث وضعت إدارة الفريق ثقتها فيه و هاهي تجني ثمار ثقتها اليوم
فأين الوداد و أنديتنا الوطنية من الإستمرارية و الثقة في الكفاءات الشابة؟
_صنداونز و تدبير سوق الإنتقالات: تقوم استراتيجية الفريق الجنوب إفريقي على ضم لاعبين يناسبون أسلوب الفريق خاصة الأجانب و لهذا الغرض أرسل صنداونز عدة كشافين لأمريكا الجنوبية لمراقبة اللاعبين و إرسال تقارير للإدارة حول اللاعبين المناسبين للفريق لتقوم الأخيرة بالتفاوض مع هؤلاء و جلبهم لمساعدة الفريق لذلك نجد أن أغلب اللاعبين الذين يضمهم صنداونز من أمريكا الجنوبية يتسجمون بسرعة كبيرة و يقدمون الإضافة للفريق.
بالإضافة للاعبين اللاتينيين يجلب صنداونز لاعبين مميزين من داخل القارة و لنعطي مثالا ببيتر شالوليلي مهاجم ناميبيا مع الحرص على استقدام أفضل العناصر المحلية و هكذا بنى صنداونز فريقا قويا و منسجما يمزج بين أفضل اللاعبين المحليين و المحترفين.
فماذا عن الوداد و أنديتنا الوطنية ؟ هل بلاعبي الصف الرابع القادمين من الدوريات الإفريقية سننافس ؟ لماذا نفرغ أنديتنا الوطنية من أفضل لاعبيها المحليين ؟ بأي استراتيجية يتم استقدام المحترفين ؟
ذكرنا القليل فقط عن فريق ماميلودي صنداونز الذي يسير في الطريق الصحيح للسيطرة على البطولات القارية في قادم السنوات و يحتاج فريق الوداد الرياضي و معه بقية أنديتنا الوطنية لكثير من العمل كي تواصل التنافس مع مثل هكذا نماذج.
إضافات:
أبرز محترفي صنداونز و المبالغ التي تم انتدابهم بها
بيتر شالوليلي: مهاجم ناميبيا/30سنة /2 مليون دولار
مارسيلو أليندي: صانع ألعاب /الجنسية تشيلي/القيمة السوقية 2 مليون دولار/تم الانتداب ب2,9
إروين سافيدرا :متوسط ميدان/تم الانتداب ب750 ألف / لاعب دولي بوليفيا(18مباراة دولية)
لاعب أكثر من 35 مباراة بالمسابقات القارية لأمريكا الجنوبية.
لوكاس ريبيرو:برازيلي/القيمة السوقية 600 ألف/ صانع ألعاب (جناح و مهاجم ثاني)/تم انتدابه في الميركاتو الصيفي بأكثر من مليون دولار.
