كأس الأمم الأفريقية عقبة الاحتراف داخل النوادي الكبيرة.
أحمد التازي / 18 غشت 2023
كما هو معلوم أن الأندية الأوروبية تمتلك لاعبين أفارقة، ليس في فرق الصف الثاني أو الثالث، بل نجد لاعبين كثر يلعبون في دوريات قوية، وداخل فرق مصنفة من ضمن الأفضل على مستوى العالم، نجد على سبيل المثال محترفينا المغاربة أشرف حكيمي داخل باريس سان جيرمان، نصير مزراوي مع بايرن ميونخ، حكيم زياش مع تشيلسي الإنجليزي، محمد صلاح مع ليفربول واللائحة تطول، هم قطع أساسية داخل فرقهم، خاصة من ينشطون في الفرق المشاركة في المنافسات القارية كدوري الأبطال أو الدوري الأوروبي أو حتى دوري المؤتمرات، كما أن عدة دوريات تحسم في فترة ما بين يناير وفبراير، خاصة الدوري الإنجليزي وما يعرف ب “البوكسين داي”.
فإقامة الكأس الأفريقية تزامنا مع مباريات مهمة، تفتقد النوادي لخدمات لاعبيها لمدة قد تتجاوز الشهر، لهذا بدأت الفرق تتخوف من التعاقد مع لاعب أفريقي فقط بسبب هذه الكأس، أو حتى لو تم التعاقد معهم بتشكل صراع بين اللاعبين ونواديهم ومنتخبات بلادهم، كما حصل في نسخة 2021 عندما رفضت الفرق تسريح لاعبيها للالتحاق بمنتخبات بلادهم، حتى بعد عودتهم فقد معضهم مكانتهم الأساسية داخل الفريق وتم تهميشهم.
فبالعودة إلى سوق الانتقالات الحالية، نجد أن لاعبينا المحترفين ارتبطت أسماؤهم بالعديد من الفرق الأوروبية المصنفة، خاصة بعدما قدموا كأس عالم تاريخية بوصولهم إلى النصف النهائي، غير أنهم بمجرد تذكر المنافسات الأفريقية سقطوا من لائحة اهتماماتهم، ولعل ما حصل مع ياسين بونو أكبر مثال، فبعد إصابة الحارس الأساسي للنادي الملكي ريال مدريد تيبو كورتوا، دخل سوق الانتقالات لانتداب حارس مرمى لتعويضه، وكان ياسين بونو أبرز المرشحين، لكن سرعان ما خرجت إشاعات على أن ريال مدريد اشترط على ياسين عدم ترك فريقه في يناير للالتحاق بالمنتخب الوطني، وأنه من أكبر أسباب غض النظر عن التعاقد معه، خاصة عندما تم تسريب الإعلام المدريدي لعدد المباريات التي سيغيب عنها ياسين في حالة مثل منتخب بلاده في كأس الأمم الأفريقية.
هذه الأمثلة تنطبق أيضا على اللاعبين الآخرين سواء كانوا مغاربة أم لا فجميع الأحوال كلنا أفارقة، بالتالي وجدب على الإتحاد الأفريقي البحث عن طرق لمعالجة هذا العائق الذي يحول دون رؤية لاعبين أفارقة داخل كبار الأندية، ولا نشاهدهم على منصات التتويج بالمحافل الكروية العالمية كالكرة الذهبية والأفضل في العالم.