قصص كروية العدد الأول
يوسف البليلي/3 شتنبر 2022
تم التحديث في 4 ماي 2023
ديربي الغضب أو Derby della Madonnina كلها مسميات للمباراة الأشهر بجنة كرة القدم إيطاليا حيث تتوقف بلاد الطاليان كلها لحظة إطلاق صافرة بداية ديربي عاصمة الموضة العالمية بين النيراتزوري و الروسونيري لمشاهدة واحد من أشهر ديربيات الكرة الأوروبية و العالمية.فما سر العداء التاريخي بين الناديين و كيف بدأ الصراع بينهما؟
16دجنبر 1899 استفاقت ساكنة ميلانو بمقاطعة لومبارديا شمال إيطاليا على وقع تأسيس نادي إيه سي ميلان تحت إسم Associazione Calcio Milano على يد الإنجليزي هيربرت كيلبن ليكون ممثل مدينة ميلانو بالمنافسات الكروية المحلية إلا أن تواجد الميلان كممثل وحيد لعاصمة الموضة لم يدم طويلا و أتى العام 1907 بأنباء غير سارة للروسونيري بميلاد خصمه الأزلي إنتر ناسيونالي على يد ثلاثة إنجليز انشقوا عن إدارة الميلان التي كانت تدعم قرار رابطة الأندية الإيطالية بعدم السماح لغير الطاليان باللعب رفقة الأندية الإيطالية و هو ما لم يستصغه أجانب ميلان الذين شعروا بالعنصرية ليقرروا تأسيس نادي يقتسم هواء المدينة مع إيه سي ميلان تحت إسم إنتر ناسيونالي الذي يعني العالمية و تحول الإسم في ستينات القرن الماضي لإنتر ميلان.
من المفارقات الغريبة أن أول مباراة رسمية لإنتر في تاريخه والتي جرت في العاشر من يناير عام 1909 كانت ضد ميلان و انتهت بفوز الأخير ب3_2، فيما يعود أول لقاء بين الطرفين للثامن عشر من أكتوبر عام 1908 بكأس كياسو الودية بالديار السويسرية.
الصراع بين الفريقين لم يقتصر على أرضية الميدان بل تعداه للمدرجات كما هو الحال بالنسبة لمعظم الديربيات حول العالم إذ تمثل جماهير الروسونيري الطبقة الكادحة بالمدينة و تصفهم جماهير الإنتر بلقب مفككي البراغي كون الغالبية الساحقة منهم من عمال الياقات الزرقاء فيما تنعت جماهير الأخير جمهور إنتر ب”الثرثرون” كونهم من الطبقة البرجوازية و المتوسطة التي يعشش فيها الخمول حسب تعبير جمهور الأحمر و الأسود.
يعرف ديربي ميلانو في جنة كرة القدم باسم Derby della Madonnina نسبة لأحد تماثيل مريم العذراء المتواجد بكاتدرائية المدينة كما يعرف كذلك بلقب ديربي الغضب نظرا للأجواء المشحونة التي تدور فيها مباريات الفريقين و تعد مباراة موسم 2004/2005 بربع نهائي دوري أبطال أوروبا الأشهر بين الناديين فبعدما انتهى لقاء الذهاب بتقدم الميلان ب2-0 و تقدمه في النتيجة في مباراة الإياب شعرت جماهير الإنتر بالإحباط نظرا للتفوق الكبير لإيه سي ميلان على فريقها في تلك الفترة و في الدقيقة 72 من المباراة انفجرت جماهير الإنتر غضبا بعدما ألغى الحكم هدف كامبياسو بداعي ارتكاب لاعب النيراتزوري خوليو كروز خطأ على الحارس البرازيلي ديدا و هو القرار الذي لم تتقبله جماهير الأزرق و الأسود فأمطرت الملعب بعدد هائلة من الشهب الإصطناعية أصيب حارس ميلان ديدا اثناء احداث الشغب ليقرر الحكم إيقاف المباراة و يعلن بعدها الإتحاد الأوروبي فوز ميلان بالقلم ب3-0 .
بلغة الأرقام التقى قطبا ميلانو في 229 مباراة رسمية فاز الإنتر في 84 منها فيما فاز ميلان في 78 لقاء و انتهت 67 مباراة بالتعادل،سجل إنتر 316 أهداف فيما سجل ميلان 306 أهداف في شباك إنتر وتعد نتيجة 6-0 التي فاز بها إيه سي ميلان عام 2001 بالدوري الإيطالي النتيجة الأكبر في تاريخ المواجهات الرسمية بين الناديين فيما أكبر انتصار في تاريخ المواجهات بين الغريمين باحتساب المباريات الودية فيعود للثالث من مارس 1980بكأس ماورو الودية حيث فاز الميلان بنتيجة 8-1.
نجم ميلان السابق شيفشينكو هو الهداف التاريخي للديربي ب14 هدفا متبوعا بجوسيبي مياتزا الذي لعب لكلا الفريقين إلا أن كل أهدافه بالديربي كانت بقميص إنتر و هي 13 هدفا ولذلك ترفض جماهير ميلان إطلاق إسم جوسيبي مياتزا على الملعب الذي يتشاركه الفريقين و تفضل إسم السانسيرو و هو إسم المنطقة التي يتواجد بها .
باولو مالديني هو اللاعب الأكثر مشاركة في تاريخ الديربي بواقع 56 مباراة.
بالحديث عن مواجهات الغريمين بدوري الأبطال فقد تواجه الفريقين في مناسبتين بذات الأذنين كانت المرة الأولى 2003 في نصف النهائي و انتهى لقاء الذهاب آنذاك بالتعادل السلبي و الإياب بالتعادل الإيجابي 1-1 ليتأهل ميلان بأفضلية الهدف خارج الميدان.
المواجهة بين الغريمين بدوري الأبطال تجددت عام 2005 في الدور ربع النهائي إذ فاز ميلان ذهابا 2-0 أما الإياب فتوقف بسبب أعمال الشغب (أنظر لما سبق) و فاز به ميلان بالقلم 3-0.
ديربي العام 1963 شهد حدثا فريدا بتسجيل أسرع هدف في تاريخ مواجهات الفريقين بأقدام نجم إنتر ساندرو مازولا بعد مرور 13 ثانية فقط في المباراة التي انتهت حينها بالتعادل الإيجابي 1-1 ولا يزال هذا الرقم صامدا بعد مرور 59 سنة بالتمام و الكمال.
مواجهة الفريقين الأسبوع المقبل بنصف نهائي دوري أبطال أوروبا لن تخرج عن نطاق التنافس الكروي العنيف بين قطبي عاصمة لومبارديا حول اعتلاء عرش المدينة كرويا والجماهير ستكون على موعد مع فصل جديد من فصول الصراع الأزلي بين النيراتزوري و الروسونيري.
